ثبات وصمود
لم يكتمل مشهد المأساة الملحمة ظهيرة العاشر من المحرم لعام 61 للهجرة النبوية، إذ كان هذا اليوم بداية مرحلة جديدة من الجهاد والثورة والاستثمار الواعي والهادف لكل منجزات الملحمة العاشورائية
كان أبطال الجهاد المتواصل في خط كربلاء ونهجها، مختلفين عن أبطال المعركة الكربلائية، فبدت زينب عليها السلام عنواناً متألقاً في قيادة قافلة السبي في ظل توجيهات إمام زمانها الإمام السجّاد عليه السلام الذي فرض التكليف الشرعي بوجوب حفظ خط الإمامة أن يكون موقفه كموقف جده أمير المؤمنين عليه صلوات الرحمن يوم الدار، رغم أنه الموجّه الأساس لمجريات أحداث ما بعد المعركة
ولقد جسّد عوائل الشهداء، من النساء الأرامل والأطفال الأيتام مفردات اكتمال المشهد الجهادي المحمدي، الأمر الذي أتاح للتاريخ أن يكتب مجدداً بمداد الدمع الثائر، وصرخة الألم المتمردة، ومواقف التحدي والمواجهة في قصور الخلافة ومساجد المسلمين وأسواقهم
سبي كربلاء:
في سنة 61 هجرية، بعد استشهاد الإمام الحسين وأصحابه، أُخذت النساء من آل البيت سبايا من كربلاء إلى الكوفة ثم إلى الشام
أما في أيلول 2024، وتحت نيران الطائرات الإسرائيلية، تركت النساء الجنوبيات منازلهن في ساعة مباغتة، تاركات وراءهن صور الشهداء، وحقول التبغ، والخبز في التنور. حملن الأطفال والأدوية، وبعض الملابس
تقول أم حسين من ميس الجبل: "ما قدرت آخد شي... بس قلت لحالي المهم نوصل بسلام
قافلة كربلاء كانت البداية، لا النهاية. نقلت المظلومية، وفتحت الطريق لثورات كبرى قافلة الجنوب ليست مأساة عابرة، بل وثيقة إثبات: أن هذه الأرض لا تُخلى، حتى حين تسقط البيوت