الضيوف: الجريح علي إبراهيم والشيخ علي سليم إعداد وتقديم:قاسم عمار
من "كربلاء" إلى "أولي
البأس": حين عاد الحسين قائدًا في الجنوب
منذ العام 61 للهجرة وحتى العام 2024،
امتد خط الدم والشهادة، حيث يواصل الناس تقديم أغلى ما لديهم من شهداء وجرحى
وبيوت، في معركة امتدادها من كربلاء إلى معارك العصر الحديث. في بودكاست حمل عنوان
"في درب الحسين"، جرى استحضار مشاهد المعركة الأخيرة، والشبه العميق بين
عاشوراء الأمس وملحمة أولي البأس اليوم وكان الضيوف هم الشيخ علي سليم و الجريح
علي إبراهيم
لم تكن معركة "أولي البأس"
معركة ميدانية فحسب، كانت معركة كربلائية. القادة الذين سقطوا لم يكونوا على
الجبهات فحسب، بل كانوا قادة النهج والمؤسسين. وفي مقدمتهم، السيد حسن، الذي عُرف
بلقب "سيد شهداء الامة". لم يكن هذا اللقب مبالغة عاطفية، بل واقعًا
يتجلى في مسيرة حياةٍ امتدت من الحسين إلى القدس
في الساحات الإسلامية
لطالما كان لإحياء ذكرى الإمام الحسين
أثر بالغ على وعي الناس وتحفيزهم للمواجهة. هذه المجالس الحسينية أسهمت في توجيه
الأمة نحو الإسلام الأصيل، وغرست فيهم القيم الثورية والجهادية التي لطالما كانت
حاضرة في معارك التحرر ضد الظلم والاستعمار.
إنا على العهد
في الثالث والعشرين من شهر شباط عام
2025 مشى اللبنانيون ومن معهم من الثائرين حول العالم خلف نعش رجلٍ لم يكن مجرّد
قائد. كان أثقل نعش، كان زعيم ليس فقط في السياسة، بل في الوجدان. السيد حسن
نصرالله، أمين عام حزب الله، رحل شهيدًا في معركة سُمّيت لاحقًا بـ"أولي
البأس"، مع ثلة من القادة، في ملحمةٍ روحية عسكرية باتت تُشبه كربلاء 61
لم يكن التشييع تقليديًا، ولا الحزن
عادياً. كانت الجموع تمشي وكأنها في العاشر من محرم، تُجدد بيعتها للحسين. كان
المشهد امتدادًا لوداعٍ حصل منذ 1400 عام، في أرض كربلاء، حين وقف الامام زين
العابدين على رماد المعركة وقلوب الناس بين الرهبة والعهد
منابر المقاومة: المجالس الحسينية
تصنع الميدان
الشيخ علي سليم، يشرح كيف أن المجالس
الحسينية كانت طوال العقود الماضية، مدارس للوعي والهوية. لم تكن مجرد مجالس بكاء،
بل ساحات تعبئة فكرية وروحية، زرعت في الجيل ثقافة كربلاء، حتى بات الشاب المقاوم
يرى نفسه مشروع شهادة منذ الطفولة. "هذه المقاومة،
لم تُبْنَ على شعارات، بل على المجالس، والمآتم. كل ما نراه اليوم، هو نتيجة تراكم
الوعي الحسيني في نفوس الناس"